هل تعلم أن العين هذا العضو الحساس والمسؤول عن النظر معرض للإصابة بعديد الاضطرابات والأمراض الوظيفية مثله كأي عضو آخر من الجسم؟ ويمكن أن يصاب بارتفاع الضغط أيضا ؟ قد يبدو ذلك للوهلة الأولى غريبا ومعقدا قليلا ويمكن الخلط بينه وبين ضغط الدم في الشرايين!
تابعنا في الورقة التالية لمعرفة كل ما يتعلق بضغط العين وأسبابه وكيفية علاجه.
اطرح سؤالك على أطبائناماذا بإمكاننا أن نعرف عن ارتفاع ضغط العين
يشير مصطلح ارتفاع ضغط العين إلى الحالة التي يكون فيها الضغط متزايدا داخل العين ويكون أعلى من المعتاد. وارتفاع ضغط العين هو من الأمراض العضوية التي تصيب العين وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وهنا لا يجب الخلط بينه وبين ضغط الدم ، فضغط الدم يكون داخل الشرايين أما ضغط العين فهو ضغط السائل داخل العين.
ويحدث هذا المرض عادة بسبب خلل في إنتاج وتصريف السوائل في العين وتراكمها في الجزء الأمامي منها بشكل لا يسمح للأعضاء المسؤولة عن التخلص من هذه السوائل بالتحكم فيها .
وتساهم هذه العملية في خلق ضغط عالي في العين قد يتطور ليصبح مشكلة عويصة يؤدي للإصابة بتلف في العصب البصري أو إلى ما يعرف اصطلاحا بالجلوكوما التي تعتبر السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والمصابون بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم و المصابون بالتهابات العين المتكررة وبأورام سرطانية وحميدة داخلها... لكن بالإمكان تفادي ذلك والوقاية منه بالعلاج المبكر.
هذا ويقع قياس ارتفاع الضغط بالعين، بمليمتر الزئبق، ويتراوح المعدل الطبيعي لضغط العين من 10 إلى 21 ملم زئبق. أما إذا زاد القياس عن21 ملم زئبق فإننا نتحدث وقتها بصفة جلية عن ارتفاع ضغط الدم في العين.
أنواعها ؟
مرض زاوية العين المفتوحة المزمن: هو أكثر أنواع ارتفاع ضغط العين شيوعاً، يحدث عند التقدم بالسن، خاصة عندما تقل نسبة كفائة أنبوب التصريف أو زاوية التصريف في العين مع مرور الوقت مما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين، وهذه الزيادة تؤدي إلى تلف العصب البصري.
مرض زاوية العين المفتوحة المزمن: بسبب ارتفاع ضغط العين يمكن أن يتلف البصر بالتدريج دون أي ألم، هذه الحالة عادةً ما تكون صامتة والتلف الذي يحدث للعصب البصري يحدث دون معرفة أو دراية الشخص المصاب، ويحدث ذلك عندما تكون زاوية التسريب أو التصريف في العين مسدودة تماماً.
الأعراض
قد لا يسبب ارتفاع ضغط العين أية أعراض. لذلك يصعب على المريض إدراك وجود مشكلة. فقط موعد مع طبيب العيون سيحدد التشخيص وسيساعد في استبعاد أي ضرر يلحق بالعصب البصري. لكن في ما يلي أهم الأعراض شيوعاً:
- ألم شديد في العين أو الجبهة
- احمرار شديد في العين
- ضعف الرؤية أو عدم وضوح الرؤية
- رؤية أقواس قزح أو هالات عند النظر المباشر إلى الضوء
- صداع الرأس
- غثيان
- التقيؤ
- الرؤية غير واضحة وكأن الشخص ينظر في نفق.
- فقدان البصر.
- وجود بقعة عمياء في مجال الرؤية الخارجية.
التشخيص
يقوم طبيب العيون بإجراء اختبارات لقياس ضغط العين، حيث يتم أخذ القياسات لكلتا العينين على الأقل مرتين أو ثلاث مرات، وذلك لفحص العصب البصري للتأكد من وجود أي ضرر أو تشوه من عدمه. وقد يشير الاختلاف في الضغط بين العينين بمقدار 3 مم زئبق أو أكثر إلى وجود الجلوكوما .
كما يقوم الطبيب بالتحقق من زاوية التصريف في العين بوضع عدسة لاصقة خاصة على العين، لتحديد إذا كانت الزوايا مفتوحة أو ضيقة أو مغلقة لاستبعاد أي شروط أخرى يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط العين. كما يقوم بإجراء فحص للمجال البصري في كل عين.
و يقوم كذلك بفحص سمك القرنية بواسطة الموجات فوق الصوتية لتحديد دقة قراءات الضغط داخل العين.
وللإشارة فان بعض هذه الفحوصات غير ضرورية لبعض المرضى، لكن يمكن للمريض أن يقوم بإعادة هذه الفحوصات بانتظام لمعرفة إذا ما كان التلف الذي يسببه ارتفاع ضغط العين يزداد بمرور الوقت.
العلاج
يهدف العلاج عموما إلى تقليل مضاعفات ارتفاع ضغط العين، لذلك يختار طبيب العيون طريقة العلاج لكل مصاب وفقاً لحالته، فاذا زاد ضغط العين عن 21 ملم زئبق تكون الأدوية الموضعية حلا مناسبا لبدء العلاج للمساعدة في خفض ضغط العين. وعادة ما يصف الطبيب بعض الأدوية وقطرات العين لتخفيف الضغط داخلها. ويعد الامتثال لتعليمات الطبيب مهم للغاية في هذه الحالة لتلافي فقدان البصر.
وإذا كان المريض يعانى من أعراض مثل عدم وضوح الرؤية أو الألم أو وإذا استمر ارتفاع ضغط العين، فقد يلجأ الطبيب إلى سبل علاج أخرى لتفادي مضاعفات ارتفاع ضغط العين، ويمكن أن يحتاج المريض إلى جراحة الليزر لعلاج المشكلة.
وبشكل عام لا يتم اللجوء للعلاج الجراحي و استخدام الليزر لعلاج ارتفاع ضغط العين إلا للضرورة القصوى، لأن المخاطر المرتبطة بهذه العلاجات عالية جدا .
سبل الوقاية من ارتفاع ضغط العين
لا يمكن منع ارتفاع ضغط الدم في العين، ولكن من خلال بعض الخطوات يمكن منع تقدمه إلى الجلوكوما من ذلك يمكن:
- إجراء فحوصات منتظمة مع طبيب العيون مرة كل سنة على الأقل وقياس ضغط العين لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الجلوكوما كل سنتين إلى ثلاث سنوات ، ابتداء من سن الأربعين سنة،
- الإقلاع عن التدخين وتعاطي الكحول ،
- إتباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة،
- ممارسة النشاط البدني المنتظم ،
- ارتداء النظارت قدر الإمكان ،
- حماية العينين في حالة القيام بنشاط خطير على منطقة العين
- متابعة مرض السكري في حال وجوده كونه يعدُ أحد أهم العوامل المساعدة على ارتفاع ضغط العين.
- شرب كميات من الماء ضمن حاجة الجسم على فترات